#أيتام_يرعون_الأيتام
#ياليت_العالم_مثل_أخي
#بريد_الجمعة
انا ياسيدي فتاة أبلغ من العمر الخامسة والعشرين ,
وحاصلة علي مؤهل تعليمي متوسط ومطلقة ولا أعول أطفال
ويتيمة الاب والأم ولدي أخوات من البنين والبنات يحبونني جدا
وتوفت امي وهي تضعني أثناء ولادتي القيصرية
ثم أسكنوني حضانة المواليد ليكتمل نموي داخلها
ثم أخذني ابي وزوجة أبي وعشت مع اخوتي
ثم توفي ابي وانا في العشرين من عمري
وعشت مع أشقائي و أخوتي وزوجة أبي ونحن بيت سعيد والحمد لله
وزوجة أبي طيبة جدا وحنونه ودائما تختار لي الأصلح في كل جوانب حياتي
وكنت قبل ذلك متزوجة من شاب فاسد لايعمل
وكما تقولون أنتم باللغة العامية ولد ابن حرام أو أبن أمه
وذلك لأننا لم نسأل عنه قبل الخطبة والزواج للأسف الشديد .
والان وبعد طلاقي يتقدم لي الكثير من الرجال الكبار سناَ
والشباب المطلق والأرمل والأعزب ايضاُ
ودائما أهلي يسألون عن الجميع
فلايريدون أن أقع مرة أخري علي حافة الطلاق
ويرفضون جميع من يتقدم لي لانهم بالفعل غير مناسبين
فالجميع من المتخلفين والجهلاء والسفهاء
يعتقدون ان المرأة المطلقة لن تكلفهم شيئا وليس لها حقوق مثل البكر
أو بمعني أصح هي رخيصة الثمن عند طلبها للزواج
وبالفعل هذا تفكير الجهلاء
لذلك يتقدم الكثيريين من أجل زواج الجسد وليس الروح
لدرجة أن أحدهم قال أنا عايز واحدة أتجوزها علشان تخدمني ,,
اه والله العظيم كما سمعت ,,
فأتصدمت من هول المنظر ‘ هل عدنا لعصر الجواري من جديد ؟
ولكن هذه الفترة تقدم لي شاب أرمل يبلغ الثلاثين من العمر
ويعول بنتان أيتام , أحدهما 3 سنوات والأخري 5 شهور ,
وتوفت زوجته أثناء ولادتها القيصرية
والتحقت بالرفيق الأعلي مثل أمي بالضبط
وتركت هؤلاء الآلِئُّ المكنونه وحدهم في هذه الحياة الدنيا
وبمجرد ما تقدم لي للزواج وعلمنا بظروفه
فأصبح قلبي وقلب أخي الكبير متوجع عليهم
خشية أن تحدث لهم وجيعة وسط هذه الحياة الصعبة المرهقة
فلقد علمت أن لدموع اليتيم رهبة، تهز الأرض هزاَ
واذا وافقت وظلمتهم بدون وعي مني
فإني أخاف أن عصيت ربي عذاب يوم عظيم
ولكني والله نيتي هي رعايتهم وان اتقي الله فيهم
وأن احميهم من بطش الدنيا وعنائها وظلمها وقهرها
ولكنني لا اعرف هل أبتعد خشية التقصير معهم
لاني كما قلت لك اني يتيمة وكما يقولون عني صحتي هزيلة الي حد ما
واليوم يقنعني اخي الاكبر قائلا ,, أيتام مثلنا ,,
فما رايك يا بنت أمي وأبي , نربيهم وندخل بهم الجنة
كما فعلت أمك التي التي ربتنا وكبرتنا حتي بلغنا أشدنا
,,يقصد زوجة ابي,, , فلقد تزوجت أبي بعد وفاة أمنا وأحسنت معاملتنا
ونظر الي اخي مستكملاً كلامه قائلاً سأعينك علي ذلك
ان قلبي ينفطر وأخاف عليهم من غدر الأيام و إنعدام الرحمة والوفاء
لا أخفيك سراً ياسيدي أنني قلت لهم أسالو عنه وأنا موافقة
وذلك بعد ان قال لي اخي الأكبر انه سيعينني علي رعايتهم
والأن ارجو منك الرد ومساعدتي هل أقبل أم أترك .
ولكاتبة هذه الرسالة أقول …
يا عزيزتي ،،،
لا أعرف كيف أبدء حديثي معكي
فياليت العالم كله مثل اخيكي
ففي كلِّ كبدٍ رطبةٍ أجرٌ و فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ
فأن عاطفتك هي أوسع لي من أقول أو أكتب تلك الكلمات
ياعزيزتي
لقد أعطاكي الله طبقاً من ذهب لتدخلي عليه الجنة
فاقبليه كاملاً او اتركيه كاملاً
فان قبلتي نصفه وهو زوجك ورفضتي نصفه الاخر وهم الأيتام
فلقد كسرتي باب جنتك بيديك
وادخلتي نفسك نَارًا تَلَظَّىٰ لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى
واذا رفضتي الأمر كله “فلقد رحم الله إمرئٍ عرف قدر نفسه”
ولن يلومك أحداً ابداً للأنكي كما ذكرتي صحتك هزيلة الي حد ما .
وهؤلاء الأطفال يحتاجون رعاية كبيرة
وعندما تنجبين أنتي الأخري أطفالاً ستزيد المسؤلية عليكي لامحالة
ولن ينطبق عليكي قول الله {كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ}
فلا تخافي ولا تحزني فلستي منهم في شي
وستأتي غيرك إن شاء الله من تعينهم علي هذه الحياة
و إن إرتضيتي وكفلتيهم فقد غرزتي لكي بيتاً في الجنة
لقول رسول الله ﷺ أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة،
وقال تعالي وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ
وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ
ولقد أمرنا الله تعالي بالتوحيد والإحسان اللي الوالدين والأهل والأيتام
اي جعل الرفق باليتيم بعد شهادة لا إله إلا الله
قال تعالي : وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا
وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى
وأعلمي أن اليتيم هو أضعف إنسان علي وجه الأرض فمن رحمه يرحمه الله
ومن ظلمه او أهانه او أبكاه فلعنة الله علي القوم الظالمين
فقد حذرنا الله عزوجل قائلاً ,, فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ
وقال تعالي {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا
إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا}
يا عزيزتي تذكري حالتك الأولي :
أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى وَوَجَدَكَ عَائِلا فَأَغْنَى
فكنتي يتمية الأم والأن يتيمة الأب أيضاً
,, فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ ,, فأنتي أكثر شخص يشعر بمعاناة من حولك
والأن كل ما حدث معكي تحت معية الله الخاصة
وترسلي الي قصتك تحت عنوان ,, وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ,,
فلكي الحق يا عزيزتي في إختيار عنوان رسالتك
ولكن أسمحي لي أن اختار عنوان رسالتك هذه
وهو ’’ أيتام يرعون الأيتام ’’ نعم فلم أجد عنواناً أفضل من هذا
أو نختار اسماً اخر و هو ، فاقد الشي يعطيه ،
فهو افضل انسان يحس بالاخرين ويشعر بمعانانتهم واحتياجتهم الفعليه
فعندما تصمت الشّوارع وتنطفي الانوار
ويذهب كل حبيب الي حبيبته وكل الأباء الي بيوتهم
فتبدء أحزان اليتيم وينبض القلب خوفا بأسباب أو بدون ,
من هذه الحياة القاسية ، فأحسنوا اليهم
ونعم كما قلتي لدموع اليتيم رهبة، تهز الأرض هزاً فأحذرو من سقوطها
تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا عندما تنهمر دموع اليتيم وعندما تنتهك حقوقه في هذه الحياة وعندما يُعتدي عليه بالضرب أو السب
فكم من ندل جبان , أعتدي علي ضعيف ليس له لا حول ولا قوة
فايليت العالم كله مثلكي ومثل أخيكي
في رحمتكما ومشاعركم النبيله
ياعزيزيتي لاتشعري نفسك بالعتاب أو حتي اللوم
لا يكلف الله نفساً إلا وسعها وهو الأمر الذي يشق عليكي
ويجعلكي غير قادرة علي أداء هذا الواجب المجتمعي والأخلاقي
فان تركتي الأمر فلا عوار عليكي ابداً
وإن وافقتي فنعم الأجر والجنة
وأن احتجتي مساعدتي أنا شخصياً
فأنا معكي أينما كنتي لنساعد هؤلاء الأيتام ونعبر بهم جسر الأمن والأمان
#محمدالدعوشي
#بريد_الجمعة
#اليتيم
#أيتام_يرعون_الأيتام